أظهر مسح صادر عن وزارة المالية الإسرائيلية، يوم الأربعاء، أن مبيعات العقارات المسجلة في 2023، تعتبر الأسوأ منذ 30 عاما، مدفوعة بتبعات الحرب على قطاع غزة.
وذكر المسح الذي أعده مكتب كبير الاقتصاديين في وزارة المالية شموئيل أبرامسون، أن العام الماضي شهد بيع قرابة 70 ألف شقة في إسرائيل، وهو أدنى مستوى منذ عام 30 عاما. وساهمت العروض الخاصة التي قدمها المطورون العقاريون في الأيام الختامية لشهر ديسمبر الماضي، في انتعاش طفيف في عدد الصفقات مقارنة مع نوفمبر، لكنها لم تغير الصورة العامة، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.
وكان الربع الأخير 2023 هو الأسوأ بالنسبة لمبيعات المساكن خلال الـ 22 عاما الماضية، وفق مسح كبير الاقتصاديين بوزارة المالية.
تشهد تل أبيب ارتفاعا في قيمة الإيجارات السكنية خلال الفترة الأخيرة مع توافد أعداد كبيرة من المواطنين بعد إجلائهم من مستوطنات على حدود قطاع غزة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ما يزيد على أربعة أشهر.
واستغل كثيرون من أصحاب المنازل في تل أبيب زيادة الطلب مع قدوم كثيرين من مستوطنات غلاف غزة وبلدات قريبة من القطاع والحدود مع لبنان، لتقفز الأسعار بنسبة وصلت إلى 20% في بعض المناطق.
ويرى المحامي إيلي ميلخ كريستال، الذي يملك شركة عقارات في تل أبيب، أن أسعار العقارات في المدينة ترتفع سنة تلو الأخرى، ولم يحدث أن انخفضت حتى في أشد الأوقات صعوبة.
وقال “يرتفع الطلب أكثر في مركز المدينة وما حولها، الجميع يريد أن يكون في منطقة وسط المدينة، الجميع يريد أن يكون في تل أبيب، الأسعار في تل أبيب أعتقد أنه منذ 2004-2005 آخذة بالصعود طوال الوقت، حتى عندما حدثت الأزمة الكبيرة في 2008-2010 توقفت الأسعار المرتفعة عند حد معين ولم تنخفض”.
وأضاف “تل أبيب مدينة مرغوبة من الجميع، والجميع يريدون العيش هنا (في تل أبيب)، وسيستمر السعر دائما بالارتفاع، حيث لا توجد أرض كافية، فدولة إسرائيل هي دولة صغيرة، كما أن تل أبيب في حالة تأهب دائمة، والمدينة توفر كل ما يحتاجه السكان، لذلك سيكون هناك دائمًا طلب على العقارات فيها، ولغاية اليوم الأسعار في تل أبيب كما هي لم تهبط”.
ويشير كريستال إلى أن المشاريع العقارية الجديدة توقفت مع عدم وجود صفقات جديدة في الوقت الراهن بسبب الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي. وقال “حتى بسبب الحرب، لم تنخفض الأسعار، ولا توجد صفقات عقارية كثيرة، لا أحد يبرم الصفقات في الوقت الراهن، لكن الأسعار مستقرة، الحرب أثرت على العقارات في إسرائيل كثيرا بالتأكيد”.
أضاف “نرى طريقين الآن، مثلا منطقة الجنوب هي منطقة نابضة بالحياة على مدى العام ونصف العام الماضي من حيث التطوير والبناء، أنا أتحدث عن المستوطنات، والمسارات المؤدية إلى أوفاكيم، وعسقلان، وهذه المناطق، عندما بدأت العقارات تزدهر وكان هناك العديد من المشاريع الجديدة، لكننا نسمع اليوم أن كل شيء توقف، اليوم كل شيء توقف”.
وتتولى الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تسكين النازحين من مناطق غلاف غزة، بينما لا تلوح في الأفق أي بوادر لانتهاء الحرب قريبا، ما يجعل هذه التكاليف مرتبطة بفترة الإقامة التي قد تطول مع استمرار القتال.
وذكرت صحف إسرائيلية أن عدد النازحين من مستوطنات غلاف غزة ومن الحدود مع لبنان وصل إلى نحو 140 ألف شخص، لكن الجيش كان أصدر بيانات بنهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي تشير إلى أن العدد يبلغ نحو 500 ألف شخص.